فصل: قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة البلد:
مكية.
لا وقف من أولها إلى {لقد خلقنا الإنسان} وهو جواب القسم.
{في كبد} تام للابتداء بالاستفهام ومثله في التمام {عليه أحد} لأنه لو وصل لصار يقول وصفاً للإنسان والمراد به آدم وجميع ولده.
{لبدا} كاف للابتداء بالاستفهام قرأ العامة {لبدا} بضم اللام وفتح الباء وشدَّد أبو جعفر الباء ومجاهد وغيره بضمتين.
{أن لم يره} أحد تام.
{النجدين} جائز للابتداء بالنفي مع الفاء والمعنى لم يقتحم.
و{العقبة} كاف ومثله {ما العقبة} ثم فسر اقتحام العقبة فقال: {فك رقبة أو إطعام}.
ولا وقف من قوله: {فك رقبة} إلى {متربة} وهو جائز ولا يرتقي إلى الحسن. وقد رسمه أبو حاتم وأبو بكر وغيرهما بالتمام وفيه نظر لأنه كله كلام واحد لأنَّ فك الرقبة وإطعام اليتامى والمساكين لا تنفع إلاَّ مع الإيمان بالله ولوجود حرف العطف بعده.
وقيل إن {ثم} بمعنى الواو وجيء بـ: {ثم} لبعد ما بين العتق والصدقة في الفضيلة وبين الإيمان بالله لأنهما لاينفعان إلاَّ بوجود الإيمان.
ولايوقف على {مسغبة} لأنَّ {يتيماً} نصب بـ: {إطعام} وفيه دليل على إعمال المصدر منوناً قال الشاعر:
بضرب بالسيوف رؤوس قوم ** أزلنا هامهنَّ عن المقيل

ولا على {مقربة} للعطف بـ: {أو}.
{بالمرحمة} كاف لأن {أولئك} مبتدأ و{أصحاب} خبره.
{الميمنة} تام لأنَّ {والذين} بعده مبتدأ خبره {هم أصحاب المشأمة} وهو جائز لأنَّ الجار بعده متعلق بما بعده و{نار} مبتدأ مؤخر و{عليهم} خبر مقدم و{مؤصدة} صفة. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة البلد:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قرأ الحسن: {لأُقْسِمُ بِهَذَا البلد}، بغير ألف.
قال أبو الفتح: قد مضى مثل هذا.
وقرأ أبو جعفر: {مَالًا لبدا}.
قال أبو الفتح: يكون بلفظ الواحد زمل وجباء، ويكون جمع لابد، كقائم وقوم، وصائم وصوم، وقد تقدم ذكره.
ومن ذلك قراءة الأعمش: {أَنْ لَمْ يَرَهُ أحد}، ساكنة الهاء.
قال أبو الفتح: قد سبق القول على سكون هذه الهاء فيما مضى.
ومن ذلك قرأ: {فِي يَوْمٍ ذِا مسغبة}- الحسن وأبو رجاء.
قال أبو الفتح: هو منصوب، ويحتمل نصبه أمرين:
أظهرهما أن يكون مفعول {إطعام}، أي: وأن تطعموا ذا مسغبة، {ويتيما} بدل منه، كقولك: رأيت كريما رجلا. ويجوز أن يكون يتيما وصفا لـ: {ذا مسغبة}، كقولك: رأيت كريما عاقلا، وجاز وصف الصفة الذي هو كريم؛ لأنه لما لم يجز على موصوف أشبه الاسم، كقولك الأعشى:
وبيداء تحسب آرامها ** رجال إباد بأجيادها

فقوله: (تحسب) صفة لبيداء، وإن كانت في الأصل صفة. وكذلك قول رؤبة:
وقاتم الأعماق خاوي المخترق

فقوله: خاوي المخترق صفة لقوله: قاتم الأعماق، وهو صفة لموصوف محذوف، أي: وبلد قاتم قاتم الأعماق، كما أن قوله: وبيداء، ورب بيداء، ورب بلدة بيداء. فاعرف ذلك، فهذا أحد وجهي قوله: {ذِا مسغبة}.
والآخر أن يكون أيضا صفة، إلا أنه صفة لموضع الجار والمجرور جميعا، وذلك أن قوله: {فِي يَوْمٍ} ظرف، وهو منصوب الموضع، فيكون وصفا له على معناه دون لفظه، كما جاز أن يعطف عليه في معناه دون لفظه في قوله:
ألا حي ندماني عمير بن عامر ** إذا ما تلاقينا من اليوم أوغدا

حتى كأنه قال: اليوم، أو غدا. وكذلك قول الآخر:
كشحا طوى من بلد مختارا ** من يأسه اليائس أو حذارا

ونظائره كثيرة، فلذلك يكون قوله: {فِي يَوْمٍ ذِا مسغبة} على أن {مسغبة} صفة لـ: {يوم} على معناه، دون لفظه. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة البلد:
مكية وقيل مدنية.
وآيها عشرون.
القراءات اختلف في {لبدا} الآية 6 فأبو جعفر بتشديد الباء مفتوحة وعن الحسن ضمها مخففة والباقون بفتحها مخففه.
وقرأ {أيحسب} معا بفتح السين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر.
وقرأ {أن لم يره} الآية 7 بسكون الهاء هشام من طريق الداجوني وقرأ ابن وردان ويعقوب بخلفهما بقصر الهاء وبالإشباع الباقون وبه قرأ هشام من طريق الحلواني وابن وردان ويعقوب في الوجه الثاني. وأمال {أدراك} أبو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر بخلفهما وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق.
واختلف في {فك رقبة أو إطعام} الآية 13 14 فابن كثير وأبو عمرو والكسائي {فك} بفتح الكاف فعلا ماضيا {رقبة} بالنصب مفعوله و{أطعم} بفتح الهمزة والميم فعلا ماضيا أيضا والفعل بدل من قوله: {اقتحم} فهو تفسير وبيان له كأنه قيل فلا فك إلخ وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن والباقون برفع الكاف اسما. {رقبة} بالجر مضافا إليه {أو إطعام} بكسر الهمزة وألف بعد العين ورفع الميم منونة و{فك} خبر محذوف أي هو فك رقبة أو إطعام على معنى الإباحة وفي الكلام حذف مضاف أي وما أدراك ما اقتحام العقبة العقبة عنق رقبة أو إطعام يتيم ذي قرابة ومسكين ذي فقر في يوم ذي مجاعة وعن الحسن {ذا مسغبة} بالألف مفعولا أي إنسانا ذا مسغبة و{يتيما} بدل منه والجمهور {ذي} بالياء نعت لـ: {يوم} مجازا.
ويوقف لحمزة على {المشئمة} بالنقل فقط وبين بين ضعيف.
وقرأ {مؤصدة} الآية 20 بالهمز أبو عمرو وحفص وحمزة ويعقوب وخلف من آصدت الماء أغلقته فهو مؤصد وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش والباقون بالإبدال واوا كحمزة وقفا من أوصد يوصد ومر أنها لا تبدل لأبي عمرو على وجه إبدال الهمزة الساكن.
المرسوم:
اتفقوا على قطع {أن لن يقدر} وعلى قطع {أن لم}. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة البلد:
{لا أقسم}، {ولا أقسم}، لا خلاف بين العشرة في إثبات الألف بعد اللام في الموضعين.
{أيحسب معا} فتح السين فيهما الشامي وعاصم وحمزة وأبو جعفر وكسرها غيرهم.
{يقدر} {عليه}، {عليهم}، جلي.
{لبدا} شدد الباء أبو جعفر وخففها الباقون.
{فك رقبة أو إطعام} قرأ المكي والبصري والكسائي بفتح الكاف من {فك} ونصب التاء المثناة الفوقية من {رقبة}. وفتح الهمزة والميم من غير تنوين وحذف الألف بعد العين من {أطعم}. والباقون برفع الكاف من {فك}، وجر التاء من {رقبة} وكسر الهمزة. وإثبات الألف بعد العين ورفع الميم وتنوينها من {إطعام}.
{المشأمة} لحمزة فيه وقفا نقل حركة الهمزة إلى الشين وحذف الهمزة.
{مؤصدة} قرأ البصريان وحفص وحمزة وخلف بهمزة ساكنة بعد الميم والباقون بإبدالها واوا ساكنة مدية ومعهم حمزة إن وقف ولا إبدال فيه للسوسي لأنه من المستثنيات. اهـ.

.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة البلد:
قوله تعالى: {فك رقبة أو إطعام} يقرآن بالرفع لأنهما مصدران فالأول مضاف فحذف التنوين منه لمكان الإضافة والثاني مفرد فثبت التنوين فيه لمكان الإفراد ويقرآن بالفتح لأنهما فعلان ماضيان فالحجة لمن جعلهما مصدرين معناه عنده فاقتحام العقبة وهي الصراط فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة وهي المجاعة يتيما ثم علق ذلك بشرط الايمان.
وفي نصب اليتيم ها هنا خلف بين النحويين قال البصريون المصدر إذا دخله التنوين أو الألف واللام عمل عمل الفعل بمعناه لأنه أصل للفعل والفعل مشتق منه مبني للازمنه الثلاثة فهو يعمل بالمعنى عمل الفعل باللفظ.
وقال الكوفيون المصدر إذا نون أو دخلت عليه الألف واللام لم يعمل في الأسماء لأنه قد دخل في جملة الأسماء وحصل في حيزها والاسم لا يعمل في الاسم نصبا فقيل لهم فبم تنصبون يتيما ها هنا فقالوا بمشتق من المصدر وهو الفعل ويكون قوله مسكينا معطوفا على قوله يتيما والحجة لمن فتحهما انه بناهما بناء الفعل الماضي وجعل فاعلهما الانسان المقدم ذكره والرقبة واليتيم منصوبان بتعدي الفعل اليهما والمقربة ها هنا القرابة أتى بها بهذا اللفظ لمكان {مسغبة} و{متربة}.
قوله تعالى: {عليهم نار مؤصدة} ها هنا وفي الهمزة يقرآن بتحقيق الهمز وحذفه فالحجة لمن حقق الهمز انه أخذه من آصدت النار فهي مؤصدة والحجة لمن حذف الهمز انه أخذه من أوصدت النار فهي موصدة إلا أن حمزة إذا وصل همز وإذا وقف لم يهمز وهما لغتان فصيحتان معناهما اغلقت عليهم فهي مغلقة.
و{المشأمة} الشمال ها هنا وفي الواقعة بلغة بني غطيف. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

90- سورة البلد:
{فلا اقتحم العقبة وما أدرك ما العقبة فك رقبة أو إطعم} 14- 11
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي {فك} بفتح الكاف جعلوه فعلا ماضيا {رقبة} نصب مفعول بها {أو أطعم} نسق على فك تقول العرب فككت الأسير والرهن أفكه فكا فالمصدر على لفظ الماضي قال أبو عمرو وتصديقه قوله: {ثم كان من الذين آمنوا} 17 يقول لما كان فك رقبة فعلا وجب أن يكون المعطوف عليه مثله تقول أفلا فعل ثم قال معناه فهلا فك رقبة أو أطعم فكان من الذين آمنوا.
وقرأ الباقون {فك رقبة} مضافا {أو إطعام} بكسر الألف.
قال أبو عبيدة {فلا اقتحم العقبة} أي فلم يقتحم العقبة في الدنيا ثم فسر {العقبة} فقال: {وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة} وحجتهم أنها تفسير لقوله: {وما أدراك ما العقبة} ثم أخبر ما هي فقال: {فك رقبة أو إطعام} ومثله قوله: {وما أدراك ماهيه} ثم قال: {نار حامية} وكذلك {وما أدراك ما الحطمة} ثم قال: {نار الله الموقدة} وكذلك قوله: {وما أدراك ما يوم الدين} ثم قال: {يوم لا تملك نفس لنفس شيئا}.
قال بعض أهل النحو من قال: {فك رقبة} مضافا {أو إطعام} المعنى فيه ما أدراك ما اقتحام العقبة لابد من تقدير هذا المحذوف لأنه لا يخلو من أن تقدر حذف المضاف أو لا تقدره فإن لم تقدره وتركت الكلام على ظاهره كان المعنى العقبة فك رقبة ولا تكون العقبة الفك لأنه عين والفك حدث والخبر ينبغي أن يكون المتبدأ في المعنى فإذا لم يستقم كان المضاف مرادا فيكون المعنى اقتحام العقبة فك رقبة أو إطعام أي اقتحامها أحد هذين ومن قال: {فك رقبة أو أطعم} فإنه يجوز أن يكون ما ذكر من الفعل تفسيرا لاقتحام العقبة.
فإن قيل إن هذا الضرب لم يفسر بالفعل وإنما فسر بالابتداء والخبر نحو قوله: {نار الله الموقدة} وقوله: {نار حامية} قيل إنه يمكن أن يكون قوله: {كذبت ثمود وعاد بالقارعة} تفسيرا لقوله: {وما أدراك ما الحاقة} ويكون تفسيرا على المعنى وقد جاء {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم} وفسر المثل بقوله: {خلقه من تراب} فكذلك قوله: {فك رقبة أو أطعم} تفسير على المعنى.
{عليهم نار مؤصدة} قرأ أبو عمرو وحمزة وحفص {مؤصدة} بالهمز.
وقرأ الباقون بغير همز.
فمن همزه جعله مفعلة من آصدت الباب أي أطبقته مثل آمنت فاء الفعل همزة تقول آصد يؤصد إيصادا ومن ترك الهمز جعله من أوصد يوصد إيصادا فاء الفعل واو قال الكسائي أوصدت الباب وآصدته إذا رددته. اهـ.